صنافة ألبير فينال (حول البساط الأخضر).
صفحة 1 من اصل 1
صنافة ألبير فينال (حول البساط الأخضر).
حول صنافة Albert.Vinelles . وأوجه تطويعها للمشهد التربوي في مدارس تونسية
مقدّمة
من التحدّيات الكبيرة التي تحدّ من النّجاح المدرسي، وتبرز عجر المدرسة التّونسيّة عن الاحتفاظ بأبنائها التّلاميذ طيلة مرحلة تعليميّة بالذات، افتقاد كثير من المربّين، وخاصّة حديثي العهد منهم بالتّجربة مفاتيح علم التّواصل والتّنشيط، وتوظيفها في سلوكهم المعرفي والتأطيري خلال نشاط صفّي بالذات حذوا بحذو، وفي تلازم لا ينفكّ، وكثير من المربين ذوي الشهادات العليا والمعارف الغزيرة والاطلاعات الواسعة يجدون صعوبات بالغة في مسك تلاميذهم، وفي استثمار الطّاقات التعلّمية الكامنة فيهم، وبالتّالي في مساعدتهم على النّجاح المدرسي، ممّا جعل مدارسنا ذات سمعة سيّئة في التسرّب المدرسي، وفي الرّسوب، وفي الانقطاع المبكّر عن الدّراسة، سواء كان الانقطاع طوعيا لضعف الدّافعية الذاتيّة، أو قسريّا بموجب إجراءات إداريّة زجريّة صارت في الغالب تنوب الحلول البيداغوجية، أو تلغيها تماما، وتقوم مقامها.
لذا،
أقترح عليهم صنافة A.Vinelles حول أنواع المتعلمين في قسم معيّن للاستئناس بها في عمليّتي التّواصل والتنشيط خلال نشاط صفي، وهي ثمرة تجربة طويلة مع التّربية بدأتها معلم تعليم ابتدائي، فقيّما، فأستاذا، فمكوّنا، فمرشدا بيداغوجيا في دائرة قفصة وتوزر وقبلي (1996-1998)، فناظرا فمدير معهد، فمتفقدا إداريا وماليا، فمديرا مساعدا للتقييم والجودة، ونسأل الله التوفيق في ما بقي لنا من سنوات العطاء التربوي.
لقد رمز ألبير فينال في صنافته المسمّاة (حول البساط الأخضر) لسلوكات المتعلّمين بطاولة كبيرة تحلّقت حولها حيوانات ـ نذكرها تاليا ـ ارتبطت في المخيال الشعبي بسمات سلوكيّة وبميزات مخصوصة، وفي كل الثقافات أضفى الانسان على علاقته بالطبيعة وبكائناتها طابعا انتربومورفيا / إناسيا رأى نفسه فيها، واضفى عليها صفات وخصالا يبحث لنفسه عبرها عن تمثلها الكامل، حيث لُقب زيد بالأسد لقوته وعمرو بالثعلب لمكره ... ومن هذه الثقافة العالمة والمتداولة امتص A.Vinelles صنافته وهي صنافة لا علاقة لها ـ مطلقا ـ بالمعايير الأخلاقية ـ مدحا وذمّا ـ ولا تحيل بحال على أيّ معنى من معاني التّهكّم أو السّخرية.
اعتبر A.Vinelles أن المتعلمين في كل المراحل التّعليميّة لا يخرجون عن الأمثلة التّالية :
كركدن : ناعس .
ضفدع : ثرثار
حصان : حكيم ، رشيد
غزال : خجول
قنفذ : معارض
زرافة : متعالية مغرورة
ثعلب : ماكر ، متحايل
قرد : موسوعة
كلب : مشاغب.
الصنافة: وأسس احتوائها وتوجيهها بيداغوجيا:
نقترح سياسة لهؤلاء هي بمثابة ضمانات عامة، او شروط احتواء تحفظ للمعلم وقاره، وللدرس نجاعته، وللمتعلمين مناخا تواصليا سليما، وتساعد المتعلم على الانخراط الفاعل في الدرس :
*كركدن : نائم ، مستقيل استقالة كاملة من الدّرس.
ملامحه:
ناعس بالحقيقة وبالمجاز، في أقسامنا تلاميذ نوّم نراهم أحيانا مرتخين ومتّخذين من الطاولة فراشا، ويعرفون بذهول أبصارهم، وعدم توجيه شعاع أعينهم نحو مراكز الدّرس المحورية (الكتاب، المعلم، السبورة، الجهاز البيداغوجي...)، ونحو الوسائل التّعليميّة الموظفة في النشاط.
الحلول :
مباغتته من حين إلى آخر : اكتب يا فلان كذا ، اقرأ فلان كذا ، أعد يا فلان السؤال ، أعد إجابة زميلك ، مخاطبة جليسه ، فضح نعاسه أمام المجموعة ( أفق فلان ، استقم في جلستك )، تكليفه بخدمة المجموعة (قم بمحو السبورة، انقل كذا، اجلب كذا) إدخاله في شعاع العين حتى لا يعود سريعا إلى ما كان فيه من ارتخاء، الاطناب في الثناء عليه لأول تفاعل أو انخراط في النشاط ...
* ضفدع : ثرثار.
ملامحه:
يتكلم كثيرا لداع ولغير داع ، يتكلم كثيرا بإذن ودون إذن وإذا تكلم قال كلّ ما يعرف، ولا يسكت في الغالب إلا إذا طلب منه السّكوت، لا يمحّص مداخلته ويصدع بكل ما يراود ذهنه ...
الحلول :
إلزامه برفع إصبعه، المسارعة إلى إصماته إذا تكلم دون إذن، تحديد مشاركته بصيغة اذكر مثالا واحدا أو مثالين اثنين، فإذا زاد عنهما شكرناه وأصمتناه قولا بعبارات تواصليّة من قبيل ( شكرا ، يكفي هذا، أحسنت... ) وبتوجيه كفّ اليد مفتوحا في اتجاه وجهه، وتحويل شعاع العين منه إلى غيره ، الاقتصاد في تثمين مشاركته ، تجاهل ردود فعله عن قطع مشاركته.]* حصان:حكيم.
ملامحه:
رشيد، متّزن، ذو حضور إيجابي، ومواقفه تبعث في سامعيه موجات إيجابيّة.
الحلول :
كل ما فيه يوحي بأنه تلميذ متميز ممتاز: هندامه ، أدواته ، جلسته تركيزه الكامل على محاور الدرس الرئيسية : ( السبورة ، المعلم...) .
ذو علم واستعداد جيد للدرس ، ويحسن توظيف تعلماته السابقة، قوله فصل ينهي المسألة بشكل حاسم ، وهو بهذه الخصال حليف المعلم وعضده، وشريكه في بناء الدرس .
ينصح بتأجيل مشاركته لفسح المجال للمتوسطين.
يمكن اللجوء إليه عند تعثر المجموعة .
الاقتصاد في تشريكه حتى لا يستأثر بالنشاط الصفي .
تثمين مشاركته ، والثناء عليه تكريما لعطائه (إشارة وعبارة)...
حسن توزيع الحكماء في الفضاء وعدم السماح لهم بالتكتل في جهة واحدة. الاقتصاد في النظر إليه لعدم توقع سوء منه.
* غزال : خجول، يختار مقاعد خلفية، ويتوارى خلف التلاميذ.
ملامحه: يحمر وجهه لمجرد ذكر اسمه، يختار في الغالب أماكن جلوس خلفية، يحاول التواري خلف الجالسين.
يجتهد في الخروج من شعاع عيني المنشّط.
خجله إما لضعف ثقة في نفسه وفي معرفته، أو لخوف من رد فعل المجموعة إزاءه.
في الغالب يتوفر على تعلّمات يمكن استثمارها في تنشيط المجموعة، ويتكتّم عليها .
لا يشكو نقصا في المعارف لأنه أجدر بصفة الناعس لو كان ضعيف التعلّمات.
الحلول :
اقتراح الأسئلة البسيطة عليه .
تشريكه في الأنشطة السهلة .
إخراجه من شعاع العين عند طرح مسألة معقدة .
تحريك المعلم رأسه - من أعلى إلى أسفل - عنوان موافقة عند بدئه الكلام لتسهيل خروج الكلمات من لسانه المرتبك.
المبالغة في إطرائه لأبسط إسهام في الدرس .
عدم معاتبته بأي شكل – لغوي أو غير لغوي – عند إخفاقه.
تذكير المجموعة بإسهاماته السابقة في بناء الدروس ( كما قال فلان في الحصة السابقة ) .
مناداته باسمه وتحاشي الصيغة الجافة والجوفاء ( أنت ).
من المفارقات أن المعلم عندما يواجه بالصدّ في مسألة معينة ولا يجد أصابع مرفوعة لغموض في صيغة سؤاله ، أو عند عدم قدرته على تفصيل المجمل من عناصر درسه، أو عند الفشل في تفكيك المركب يسارع بالبحث عن الغزلان في قسمه ليصدر إليهم فشله ويجد في خجلهم "سادية" تواسي ما به من قصور أو تقصير في التنشيط .
فيتعاظم ما بهم من حياء، ويزداد انسحابهم من النّشاط الصفّي .
* قنفذ :معارض .
ملامحه: كثير الرفض.
له وجهة نظر مغايرة في كل موضوع .
سليل الروافض لا يعجبه العجب ولا صيام رجب ، ويصرح برفضه بعبارات لغوية وأخرى غير لغويّة.
يترك مسائل الدرس ليخوض في أخرى.
لا يخجل من استعادة ذكرى المعلم فلان وعلان وأفكاره ( كنا مع السيد فلان نفعل كذا ، ماذا لو قلنا كذا أو فعلنا كذا ... ) .
الحلول :
تحاشي الصدام معه.
التّصامم قدر المستطاع عن معارضته.
إخراجه من شعاع العين باستمرار عندما يكون بصدد التّصريح باعتراض ثم تكلف الابتسامة في وجهه حتى يرى موجة معارضته تتحطم على صخرة الحلم والصبر.
التعاطي مع مشاركاته بصيغة نعم ولكن .
تأليب المجموعة على اعتراضه ( تشريك الحكماء بصيغة ما تقولون في اعتراضه إذا كان في اعتراضه بعض وجاهة).
تركه دون رد ومواصلة الدرس إذا كان اعتراضه لا يستحق الرد .
إرسال رسالة غير لغوية مفعمة ازدراء بالنظر إليه من زاوية العين.
إصماته بالقول: ( شكرا، واضح، OK ...) .
التغاضي ما أمكن عن ردود فعله اللغوية وغير اللغوية خاصّة لتلبّسها في الغالب بسوء السّلوك.
* ثعلب :ماكر .
ملامحه:
متحايل، لا هم له من المشاركة سوى إيقاع المعلم في العجز أو إضحاك التلاميذ...
الحلول :
التحديق في وجهه ثم تقطيب الجبين لاحتواء مكره وإيصال رسالة غير لغوية إليه ( لقد علمنا ما كان منك من مكر) لمنع التهكم غير اللغوي الذي يصاحب كلامه ( كإخراج اللسان أو الانكماش أو الالتفات يمنة ويسرة لجلب انتباه التلاميذ إليه.
يمكن قطع مشاركته ( ليس هذا من صلب درسنا ، أجّل هذا الأمر إلى درس كذا ... ).
التحاور معه على انفراد بعد خروج التلاميذ من القاعة وتعريفه بما كان منه ومحاولة احتوائه دون زواجر.
إدخاله في شعاع العين باستمرار لكثرة شغبه، ومحاولته استقطاب أقرانه بعبارات لغويّة وأخرى غير لغويّة.
قرد :موسوعة .
ملامحه: عالم أو متعالم.
يستعرض ثقافته بمناسبة ودون مناسبة.
يختلف عن الحكيم في زخم معارفه، فالحكيم يقول على قدر المطلوب منه والقرد يستعرض ما قرأ وما تصفح على الواب ومن القواميس أو من القراطيس.
يحاول ابتلاع الدرس والمدرس حتى لا يرى غيره ولا يسمع سواه...
سلوكه غير اللّغوي قريب من الكلب، أو من الثّعلب أحيانا.
الحلول :
الاحتياط من أقواله فقد لا تكون صحيحة فيعطي للثعلب فرصة لمزيد المكر .
نطلب منه أفكارا ذات علاقة بالدرس.
تحديد مشاركته ( اذكر مثالا واحدا ، يكفي، شكرا ) .
إخراجه من شعاع العين من حين إلى آخر للتخفيف من ضغط مشاركاته .
فضح أخطائه عند ضبطها.
التغاضي عن ضحك المجموعة سخرية من أخطائه ليتكون سخرية أدوات تحجيم لتعالمه.
مقارنة معارفه بالحصان في فارق الحكمة بينهما وتفاوت النضج بينهما تفاوتا كبيرا.
دعوته إلى الاحتذاء بالحصان في حكمته وتوازنه...
كلب : مشاغب .
ملامحه:
ذو سلوك عدواني.
لا يتورع عن تعطيل الدرس بمشاكسة جليس أو تهريج ...
ضجيجه يفوق مشاركاته في التّفاعل الصفّي.
صدامي، لا يتورّع عن ضروب التّصعيد اللغوي والسّلوكي.
الحلول :
تغيير مكان جلوسه فربما كان شغبه نتيجة انتماء إلى مجموعة لا تلتقي على خير.
إدخاله في شعاع العين حتى لا تستحثه غفلة المعلم عنه على إحداث الشغب.
مساعدته على الانخراط في الدرس إذا كان مستواه متوسطا أو ضعيفا.
المبالغة في الثناء عليه عند أول تحسن في سلوكه.
زجره بالقانون عند تكرر شغبه.
البحث عن حلول انفراديّة معه بعد الدّرس فربّما كانت عدوانيّته امتدادا لضغوطات نفسية أو أسريّة.
التنسيق مع الاخصائي النفساني باعتباره ضحيّة ضغوطات لا يجد لها صدّا.
خاتمة
وهذه السّلوكيات يمكن أن تكون علما لمتعلّم ما، كما يمكن أن تجتمع في متعلّم واحد، فنجد تلميذا ثرثارا يرصّ في الدّرس ما فيه وما ليس فيه ، ويتحول في لحظة أخرى إلى مشاغب بمشاركاته التلقائية وغير المنظّمة ، كما يمكن أن ينقلب الماكر- الذي يسعى إلى إيقاع المعلم في ورطات معرفية ويستدرجه إلى مجاهيل وطلسمات معرفيّة ليظهر محدودية علمه أمام التلاميذ - إلى معارض إذا سارت الأمور خلاف ما توقّع ، أو أحبط المعلّم كيده.
وهكذا فإنّ هذه السلوكيات متحرّكة تلتقي وتفترق من شخص إلى آخر ومن موقف تعليمي إلى آخر .
لا شك أن صنافة فينال اجتهادية، تقديرية، نسبيّة وكذلك الحلول المقترحة في التعاطي معها، ولنا في خبرة كثير من المربّين إضافات يمكن أن تعرفهم بأنماط سلوكية أكثر دقّة في تصنيف المتعلمين، ولهم في آليات التأطير والتّنشيط ما لم يحط به Vinelles علما .
[/color][/size]
مقدّمة
من التحدّيات الكبيرة التي تحدّ من النّجاح المدرسي، وتبرز عجر المدرسة التّونسيّة عن الاحتفاظ بأبنائها التّلاميذ طيلة مرحلة تعليميّة بالذات، افتقاد كثير من المربّين، وخاصّة حديثي العهد منهم بالتّجربة مفاتيح علم التّواصل والتّنشيط، وتوظيفها في سلوكهم المعرفي والتأطيري خلال نشاط صفّي بالذات حذوا بحذو، وفي تلازم لا ينفكّ، وكثير من المربين ذوي الشهادات العليا والمعارف الغزيرة والاطلاعات الواسعة يجدون صعوبات بالغة في مسك تلاميذهم، وفي استثمار الطّاقات التعلّمية الكامنة فيهم، وبالتّالي في مساعدتهم على النّجاح المدرسي، ممّا جعل مدارسنا ذات سمعة سيّئة في التسرّب المدرسي، وفي الرّسوب، وفي الانقطاع المبكّر عن الدّراسة، سواء كان الانقطاع طوعيا لضعف الدّافعية الذاتيّة، أو قسريّا بموجب إجراءات إداريّة زجريّة صارت في الغالب تنوب الحلول البيداغوجية، أو تلغيها تماما، وتقوم مقامها.
لذا،
أقترح عليهم صنافة A.Vinelles حول أنواع المتعلمين في قسم معيّن للاستئناس بها في عمليّتي التّواصل والتنشيط خلال نشاط صفي، وهي ثمرة تجربة طويلة مع التّربية بدأتها معلم تعليم ابتدائي، فقيّما، فأستاذا، فمكوّنا، فمرشدا بيداغوجيا في دائرة قفصة وتوزر وقبلي (1996-1998)، فناظرا فمدير معهد، فمتفقدا إداريا وماليا، فمديرا مساعدا للتقييم والجودة، ونسأل الله التوفيق في ما بقي لنا من سنوات العطاء التربوي.
لقد رمز ألبير فينال في صنافته المسمّاة (حول البساط الأخضر) لسلوكات المتعلّمين بطاولة كبيرة تحلّقت حولها حيوانات ـ نذكرها تاليا ـ ارتبطت في المخيال الشعبي بسمات سلوكيّة وبميزات مخصوصة، وفي كل الثقافات أضفى الانسان على علاقته بالطبيعة وبكائناتها طابعا انتربومورفيا / إناسيا رأى نفسه فيها، واضفى عليها صفات وخصالا يبحث لنفسه عبرها عن تمثلها الكامل، حيث لُقب زيد بالأسد لقوته وعمرو بالثعلب لمكره ... ومن هذه الثقافة العالمة والمتداولة امتص A.Vinelles صنافته وهي صنافة لا علاقة لها ـ مطلقا ـ بالمعايير الأخلاقية ـ مدحا وذمّا ـ ولا تحيل بحال على أيّ معنى من معاني التّهكّم أو السّخرية.
اعتبر A.Vinelles أن المتعلمين في كل المراحل التّعليميّة لا يخرجون عن الأمثلة التّالية :
كركدن : ناعس .
ضفدع : ثرثار
حصان : حكيم ، رشيد
غزال : خجول
قنفذ : معارض
زرافة : متعالية مغرورة
ثعلب : ماكر ، متحايل
قرد : موسوعة
كلب : مشاغب.
الصنافة: وأسس احتوائها وتوجيهها بيداغوجيا:
نقترح سياسة لهؤلاء هي بمثابة ضمانات عامة، او شروط احتواء تحفظ للمعلم وقاره، وللدرس نجاعته، وللمتعلمين مناخا تواصليا سليما، وتساعد المتعلم على الانخراط الفاعل في الدرس :
*كركدن : نائم ، مستقيل استقالة كاملة من الدّرس.
ملامحه:
ناعس بالحقيقة وبالمجاز، في أقسامنا تلاميذ نوّم نراهم أحيانا مرتخين ومتّخذين من الطاولة فراشا، ويعرفون بذهول أبصارهم، وعدم توجيه شعاع أعينهم نحو مراكز الدّرس المحورية (الكتاب، المعلم، السبورة، الجهاز البيداغوجي...)، ونحو الوسائل التّعليميّة الموظفة في النشاط.
الحلول :
مباغتته من حين إلى آخر : اكتب يا فلان كذا ، اقرأ فلان كذا ، أعد يا فلان السؤال ، أعد إجابة زميلك ، مخاطبة جليسه ، فضح نعاسه أمام المجموعة ( أفق فلان ، استقم في جلستك )، تكليفه بخدمة المجموعة (قم بمحو السبورة، انقل كذا، اجلب كذا) إدخاله في شعاع العين حتى لا يعود سريعا إلى ما كان فيه من ارتخاء، الاطناب في الثناء عليه لأول تفاعل أو انخراط في النشاط ...
* ضفدع : ثرثار.
ملامحه:
يتكلم كثيرا لداع ولغير داع ، يتكلم كثيرا بإذن ودون إذن وإذا تكلم قال كلّ ما يعرف، ولا يسكت في الغالب إلا إذا طلب منه السّكوت، لا يمحّص مداخلته ويصدع بكل ما يراود ذهنه ...
الحلول :
إلزامه برفع إصبعه، المسارعة إلى إصماته إذا تكلم دون إذن، تحديد مشاركته بصيغة اذكر مثالا واحدا أو مثالين اثنين، فإذا زاد عنهما شكرناه وأصمتناه قولا بعبارات تواصليّة من قبيل ( شكرا ، يكفي هذا، أحسنت... ) وبتوجيه كفّ اليد مفتوحا في اتجاه وجهه، وتحويل شعاع العين منه إلى غيره ، الاقتصاد في تثمين مشاركته ، تجاهل ردود فعله عن قطع مشاركته.]* حصان:حكيم.
ملامحه:
رشيد، متّزن، ذو حضور إيجابي، ومواقفه تبعث في سامعيه موجات إيجابيّة.
الحلول :
كل ما فيه يوحي بأنه تلميذ متميز ممتاز: هندامه ، أدواته ، جلسته تركيزه الكامل على محاور الدرس الرئيسية : ( السبورة ، المعلم...) .
ذو علم واستعداد جيد للدرس ، ويحسن توظيف تعلماته السابقة، قوله فصل ينهي المسألة بشكل حاسم ، وهو بهذه الخصال حليف المعلم وعضده، وشريكه في بناء الدرس .
ينصح بتأجيل مشاركته لفسح المجال للمتوسطين.
يمكن اللجوء إليه عند تعثر المجموعة .
الاقتصاد في تشريكه حتى لا يستأثر بالنشاط الصفي .
تثمين مشاركته ، والثناء عليه تكريما لعطائه (إشارة وعبارة)...
حسن توزيع الحكماء في الفضاء وعدم السماح لهم بالتكتل في جهة واحدة. الاقتصاد في النظر إليه لعدم توقع سوء منه.
* غزال : خجول، يختار مقاعد خلفية، ويتوارى خلف التلاميذ.
ملامحه: يحمر وجهه لمجرد ذكر اسمه، يختار في الغالب أماكن جلوس خلفية، يحاول التواري خلف الجالسين.
يجتهد في الخروج من شعاع عيني المنشّط.
خجله إما لضعف ثقة في نفسه وفي معرفته، أو لخوف من رد فعل المجموعة إزاءه.
في الغالب يتوفر على تعلّمات يمكن استثمارها في تنشيط المجموعة، ويتكتّم عليها .
لا يشكو نقصا في المعارف لأنه أجدر بصفة الناعس لو كان ضعيف التعلّمات.
الحلول :
اقتراح الأسئلة البسيطة عليه .
تشريكه في الأنشطة السهلة .
إخراجه من شعاع العين عند طرح مسألة معقدة .
تحريك المعلم رأسه - من أعلى إلى أسفل - عنوان موافقة عند بدئه الكلام لتسهيل خروج الكلمات من لسانه المرتبك.
المبالغة في إطرائه لأبسط إسهام في الدرس .
عدم معاتبته بأي شكل – لغوي أو غير لغوي – عند إخفاقه.
تذكير المجموعة بإسهاماته السابقة في بناء الدروس ( كما قال فلان في الحصة السابقة ) .
مناداته باسمه وتحاشي الصيغة الجافة والجوفاء ( أنت ).
من المفارقات أن المعلم عندما يواجه بالصدّ في مسألة معينة ولا يجد أصابع مرفوعة لغموض في صيغة سؤاله ، أو عند عدم قدرته على تفصيل المجمل من عناصر درسه، أو عند الفشل في تفكيك المركب يسارع بالبحث عن الغزلان في قسمه ليصدر إليهم فشله ويجد في خجلهم "سادية" تواسي ما به من قصور أو تقصير في التنشيط .
فيتعاظم ما بهم من حياء، ويزداد انسحابهم من النّشاط الصفّي .
* قنفذ :معارض .
ملامحه: كثير الرفض.
له وجهة نظر مغايرة في كل موضوع .
سليل الروافض لا يعجبه العجب ولا صيام رجب ، ويصرح برفضه بعبارات لغوية وأخرى غير لغويّة.
يترك مسائل الدرس ليخوض في أخرى.
لا يخجل من استعادة ذكرى المعلم فلان وعلان وأفكاره ( كنا مع السيد فلان نفعل كذا ، ماذا لو قلنا كذا أو فعلنا كذا ... ) .
الحلول :
تحاشي الصدام معه.
التّصامم قدر المستطاع عن معارضته.
إخراجه من شعاع العين باستمرار عندما يكون بصدد التّصريح باعتراض ثم تكلف الابتسامة في وجهه حتى يرى موجة معارضته تتحطم على صخرة الحلم والصبر.
التعاطي مع مشاركاته بصيغة نعم ولكن .
تأليب المجموعة على اعتراضه ( تشريك الحكماء بصيغة ما تقولون في اعتراضه إذا كان في اعتراضه بعض وجاهة).
تركه دون رد ومواصلة الدرس إذا كان اعتراضه لا يستحق الرد .
إرسال رسالة غير لغوية مفعمة ازدراء بالنظر إليه من زاوية العين.
إصماته بالقول: ( شكرا، واضح، OK ...) .
التغاضي ما أمكن عن ردود فعله اللغوية وغير اللغوية خاصّة لتلبّسها في الغالب بسوء السّلوك.
* ثعلب :ماكر .
ملامحه:
متحايل، لا هم له من المشاركة سوى إيقاع المعلم في العجز أو إضحاك التلاميذ...
الحلول :
التحديق في وجهه ثم تقطيب الجبين لاحتواء مكره وإيصال رسالة غير لغوية إليه ( لقد علمنا ما كان منك من مكر) لمنع التهكم غير اللغوي الذي يصاحب كلامه ( كإخراج اللسان أو الانكماش أو الالتفات يمنة ويسرة لجلب انتباه التلاميذ إليه.
يمكن قطع مشاركته ( ليس هذا من صلب درسنا ، أجّل هذا الأمر إلى درس كذا ... ).
التحاور معه على انفراد بعد خروج التلاميذ من القاعة وتعريفه بما كان منه ومحاولة احتوائه دون زواجر.
إدخاله في شعاع العين باستمرار لكثرة شغبه، ومحاولته استقطاب أقرانه بعبارات لغويّة وأخرى غير لغويّة.
قرد :موسوعة .
ملامحه: عالم أو متعالم.
يستعرض ثقافته بمناسبة ودون مناسبة.
يختلف عن الحكيم في زخم معارفه، فالحكيم يقول على قدر المطلوب منه والقرد يستعرض ما قرأ وما تصفح على الواب ومن القواميس أو من القراطيس.
يحاول ابتلاع الدرس والمدرس حتى لا يرى غيره ولا يسمع سواه...
سلوكه غير اللّغوي قريب من الكلب، أو من الثّعلب أحيانا.
الحلول :
الاحتياط من أقواله فقد لا تكون صحيحة فيعطي للثعلب فرصة لمزيد المكر .
نطلب منه أفكارا ذات علاقة بالدرس.
تحديد مشاركته ( اذكر مثالا واحدا ، يكفي، شكرا ) .
إخراجه من شعاع العين من حين إلى آخر للتخفيف من ضغط مشاركاته .
فضح أخطائه عند ضبطها.
التغاضي عن ضحك المجموعة سخرية من أخطائه ليتكون سخرية أدوات تحجيم لتعالمه.
مقارنة معارفه بالحصان في فارق الحكمة بينهما وتفاوت النضج بينهما تفاوتا كبيرا.
دعوته إلى الاحتذاء بالحصان في حكمته وتوازنه...
كلب : مشاغب .
ملامحه:
ذو سلوك عدواني.
لا يتورع عن تعطيل الدرس بمشاكسة جليس أو تهريج ...
ضجيجه يفوق مشاركاته في التّفاعل الصفّي.
صدامي، لا يتورّع عن ضروب التّصعيد اللغوي والسّلوكي.
الحلول :
تغيير مكان جلوسه فربما كان شغبه نتيجة انتماء إلى مجموعة لا تلتقي على خير.
إدخاله في شعاع العين حتى لا تستحثه غفلة المعلم عنه على إحداث الشغب.
مساعدته على الانخراط في الدرس إذا كان مستواه متوسطا أو ضعيفا.
المبالغة في الثناء عليه عند أول تحسن في سلوكه.
زجره بالقانون عند تكرر شغبه.
البحث عن حلول انفراديّة معه بعد الدّرس فربّما كانت عدوانيّته امتدادا لضغوطات نفسية أو أسريّة.
التنسيق مع الاخصائي النفساني باعتباره ضحيّة ضغوطات لا يجد لها صدّا.
خاتمة
وهذه السّلوكيات يمكن أن تكون علما لمتعلّم ما، كما يمكن أن تجتمع في متعلّم واحد، فنجد تلميذا ثرثارا يرصّ في الدّرس ما فيه وما ليس فيه ، ويتحول في لحظة أخرى إلى مشاغب بمشاركاته التلقائية وغير المنظّمة ، كما يمكن أن ينقلب الماكر- الذي يسعى إلى إيقاع المعلم في ورطات معرفية ويستدرجه إلى مجاهيل وطلسمات معرفيّة ليظهر محدودية علمه أمام التلاميذ - إلى معارض إذا سارت الأمور خلاف ما توقّع ، أو أحبط المعلّم كيده.
وهكذا فإنّ هذه السلوكيات متحرّكة تلتقي وتفترق من شخص إلى آخر ومن موقف تعليمي إلى آخر .
لا شك أن صنافة فينال اجتهادية، تقديرية، نسبيّة وكذلك الحلول المقترحة في التعاطي معها، ولنا في خبرة كثير من المربّين إضافات يمكن أن تعرفهم بأنماط سلوكية أكثر دقّة في تصنيف المتعلمين، ولهم في آليات التأطير والتّنشيط ما لم يحط به Vinelles علما .
[/color][/size]
عدل سابقا من قبل عمر الهرهوري في الأربعاء مايو 16, 2018 12:29 pm عدل 3 مرات (السبب : غ)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى